Exit logo
عيد الحب في الرقة.. نظرة إلى تسامح المدينة

عيد الحب في الرقة.. نظرة إلى تسامح المدينة

الخميس 14 شباط

نجم الدين النجم

————————-

تحتفل شعوب العالم في الرابع عشر من شباط/ فبراير من كل عام، بعيد الحب، أو ما يسمى بـ”عيد الفالانتاين”، حيث تسود مظاهر المحبة وطقوس تقديم الهدايا بين العشاق بالدرجة الأولى، وبين الأصدقاء وفي العائلات بدرجة أقل.

في الرقة، هذه المدينة التي تغفو على كتف نهر الفرات في سوريا، تجد طقوس عيد الحب مكانها بسهولة، رغم الأعراف والعادات التقليدية التي تعيق ظهور تفاصيلها بشكل واضح.

ينظر أهالي وسكان مدينة الرقة ومدن الجزيرة السورية عموماً (الحسكة، ودير الزور)، إلى الوجود نظرة متصوّفة، يحكمها حب السلام لا حب التشدد ويقودها التسامح لا التعنت، وذلك بسبب طبيعة هذه المناطق المتنوعة إثنياً، والمتسامحة إلى أبعد مدى، مع الأديان والطوائف والعادات والطقوس المختلفة، وكذلك بسبب ولع سكانها الشديد بألوان الفنون المختلفة، كالموسيقا والشعر والأغنية، على سبيل المثال لا الحصر.

يستحضرني هنا بيت شعر للشاعر الشعبي الرقي “محمود الذخيرة” رحمه الله، الذي يلقبه أهالي مدينة الرقة بـ”أمير القوافي”، يقول فيه: “شكثر فرحان! كل الليل عيد.. ما دام حبي لفا كلشي بعد ما أريد”، ويقول “الذخيرة” في بيت آخر: “أكعد قبالي تا يطيب الشوف.. تزهر عروق القلب لي هفهفن هالزلوف”.

في السنوات التي سبقت سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة الرقة، كانت متاجر الهدايا والزهور والألبسة تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، حيث تنشط فيه حركة البيع والشراء، وإقبال الزبائن من الجنسين على حد سواء، ولكن بعد سيطرة التنظيم على المدينة أصبح الاحتفال بهذه المناسبة ضرباً من ضروب الانتحار.

اليوم، ورغم الأحوال الصعبة التي تعيشها مدينة الرقة، بعد انقشاع السواد الذي التصق بها لقرابة أربع سنوات، عادت عدت متاجر في المدينة لإحياء مناسبة عيد “الفالانتاين”، في ومضة ضوء تعكس وجدان أهالي وسكان هذه المدينة المنكوبة، الذين اعتادوا في حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية ومنذ بدء الزمان، على حكم الحب والتسامح لا على سطوة التطرف والإرهاب.

Do NOT follow this link or you will be banned from the site!