Exit logo
موسم العودة إلى المدراس والبحث عن مستقبل أفضل

موسم العودة إلى المدراس والبحث عن مستقبل أفضل

الإثنين 16 أيلول

شهد الخالد

————–

يستعد أهالي الطلاب في سوريا عموما، إلى تحضير ابنائهم باستطاعتهم المادية المتواضعة جدا، للذهاب إلى المدراس بمختلف مراحلها التعليمية، وفي منطقة حوض الفرات، الأمر معقد أكثر من بقية المناطق السورية الأخرى، بسبب مانالته من آثار الحرب، والتغيرات السياسية التي انعكست على الحالة التعليمية، وهنا نقصد تماما مناطق الرقة التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، والأمر بات معروفا لدى الجميع وهو تغير المناهج التعليمية التي هي محط نقاش بالنسبة للأهالي الأصليين.

بالعودة إلى حالة الأهالي المادية البائسة، فأن هذا الوقت بالتحديد هو الأكثر أرقا بالنسبة للوالدين وخصوصا اذا كانوا يملكون أكثر من طفلين، هنا يكون العبء كبيرا جدا، لتأمين مستلزمات المدرسة من قرطاسية وملابس خاصة بكل مرحلة، و جيل الأطفال تغير جدا مع تطور التكنولوجيا واصبح أكثر وعيا، ويقوم بإجراء مقارنات في كل شيء مختلف عن بقية  الزملاء في المدرسة، حتى لو كنا نتكلم عن المدارس العامة “الحكومية”، بعيدا عن الخوض في فروقات المدارس الخاصة والأقساط الباهظة جدا.

وبسبب الانقطاع عن المدارس الذي حصل في السنوات السابقة بفعل الحرب والاضطرار للنزوح لمناطق مختلفة، كان ذهاب الأطفال إلى المدارس ليس على رأس أولويات الأهالي الذين اكتشفوا فيما بعد، أن ذلك كان أكبر أخطاء حياتهم، حتى لو كانوا قد أجبروا على ارتكابها، لذلك نراهم حاليا كلهكم إصرار على تأمين الحاجات المدرسية لابنائهم وتحضيرهم نفسيا أيضا، هم ايقنوا تماما أن العلم هو الذي بقي لهم من أمل ليكون مستقبل الجيل القادم أفضل، مما يعيشونه في الوقت الحالي.

كان هذا الوقت الذي يتحضر له الأهالي حاليا للعودة إلى المدارس فيما سبق قبل محنة السوريين الكبيرة، وقت مليء بالفرح والنشاط، هو الأكثر حميمية بين أفراد العائلة، وقت يكون لدى الأهالي شعور رائع أن ابنائهم قد كبروا عاما، و أن القادم أصعب مما مضى بما يخص التعليم والنمو أيضا، ولذلك كانوا يحضرون كلماتهم لشحن همم أطفالهم لجعلهم أكثر استعدادا للمرحلة التعليمية المقبلة، ويطلقوا تحذيراتهم بأنهم لن يرضوا بعلامات مثل تلك التي نالوا فيما سبق.

اليوم الكلمات مختلفة، و الأهالي محرجون امام ابنائهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بتجهيزهم كما يجب، من الممكن أن الجيل الذي نشأ خلال الحرب ليس لديه المعرفة للمقارنة، لكن الاحراج الذي يصيب الأهالي قد يكون امام انفسهم، هناك من جعلهم يفشلون بتأمين حياة كريمة لابنائهم، والفشل هذا لا يتحملونه فقط هم، هناك من وضع نفسه مسؤولا عن الشعب السوري و يتحمل المسؤولية كاملة عما حصل في البلاد والعباد.

البحث عن مستقبل أوضح المعالم في حاضر سوري معتم للغاية، هو أكثر ما يشغل بال الآباء والأمهات، وهم يعرفون أن ماعاشوه رفقة ابنائهم طيلة السنوات الثمانية الماضية، يكسر الهمم تماما، ويحطم الآمال، لكن البقاء على قيد الحياة حتى الآن و معاصرة ما حل بالوطن من انكسارات، يجعل من التعليم والاستمرار فيه هو الأمل الوحيد المتبقي لمن يعيش على الأرض السورية.

Do NOT follow this link or you will be banned from the site!