Exit logo
مخيم الهول .. عالم صغير مليئ بالأهوال يضم 43 جنسية

مخيم الهول .. عالم صغير مليئ بالأهوال يضم 43 جنسية

الثلاثاء 14 أيار

جلنار إبراهيم

———————-

مهما كانت التسميات التي تطلق من وسائل الإعلام أو حتى الأطراف السياسية على القاطنين في مخيم الهول الذي تأتي منه صور مرعبة عن ندرة العيش ووجع مضني للنساء والأطفال والعجزة الذين يشكلون غالبية سكانه، لابد من الرأفة الانسانية وخصوصا ونحن بهذا الشهر الكريم رمضان المبارك، الذي عادة ينتظره سكان المخيمات في الداخل السوري وأيضا في دول الجوار لما يحمله من خيرا عليهم، وأيام ينسى فيه ابن المخيم العوزة وخصوصا في الطعام والشراب.

مخيم الهول الذي يمتلك تاريخ قديم بالقهر واستقبال المهجرين من أراضيهم، كان قد أنشئ عام 1991 على الحدود الجنوبية للبلدة التي أخذ اسمه منها، وذلك بإشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين، وجرى حينها تشغيله بالتنسيق مع النظام السوري في محافظة الحسكة، وفر يومها ملاذاً لأكثر من 15 ألف لاجئ من العراق بمن فيهم فلسطينيون طردوا من الكويت إبان حرب الخليج بنفس العام.

آلام العراق المتجددة أعادت افتتاح المخيم بعد حرب العراق عام 2003، وكان أحد المخيمات الثلاثة الواقعة على الحدود السورية العراقية، وعند انتهاء موجة النزوح تم اقفال المخيم في العام 2007 .

المخيم أعيد افتتاحه بشكل رسمي من قبل قوات سوريا الديمقراطية في شهر نيسان عام 2016 وخصوصا بعد توسع المعارك مع تنظيم داعش، كان المخيم حينها يضم 130 بيتاً ويستوعب نحو 200 عائلة، يقال أنها احتوت عوائل داعش الأجنبية بشكل مؤقت قبل نشوب المعارك.

مع ازدياد عدد النازحين توجهت قسد إلى المنظمات المدنية بهدف المساعدة لها، ولاقت ترحيباً واسعاً من تلك المنظمات، وفي نهاية عام 2017 بلغ عدد القاطنين في المخيم قرابة 20 ألفاً.

تقول الأحصائيات أن مخيم الهول يضم حاليا حوالي 75 ألفاً من النازحين، ويشكّل الأطفال والنساء الشريحة الأكبر، والجميع مهدد بالخطر بسبب سوء التغذية وتفشي الأمراض والظروف المعيشية القاسية، وأكثر ضررا هم الأطفال الذين دون سنّ الخامسة، كما أن لا هناك فرق في المأسآة بين الأطفال ككل، حيث أن السوريين في المخيم ليسوا أفضل حالاً من الأطفال الأجانب، فالجميع يشتركون الظروف المتردية ذاتها، وجميعهم لديهم أيام سابقة  موجعة جدا، وكيف لا وهم الذين عايشوا القصف والموت، وقطعوا مسافات طويلة  وناموا في العراء حتى وصلوا إلى ملاذهم الحالي “مخيم الهول”.

منظمة اليونسيف العالمية اصدرت بيانا يقول: أن نحو ثلاثة آلاف طفل ينتمي أهلهم إلى 43 بلداً مختلفاً حول العالم، يعيشون في مخيم الهول، فيما أكدت الأمم المتحدة في وقت سابق أن أكثر من 211 طفلاً قضوا في طريقهم إلى المخيم بين شهري كانون الأول 2018، ونيسان 2019 ، كما طالب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة بانوس موتيس، الحكومات بالمساعدة على تحديد مصير الاطفال الأجانب في مخيم الهول، وقال في مؤتمر صحافي: “يجب معاملة الأطفال أولاً وقبل كل شيء كضحايا، ويجب العمل على حلول أساسها المصلحة العليا للأطفال بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم أو أي انتماء عائلي”.

السويد كانت من أوائل الدول المستجيبة لهذا النداء، حيث استلمت الأسبوع الفائت سبعة أطفال يتامى لأب سويدي كان منضما لتنظيم داعش، الأطفال السبعة أعمارهم تتراوح ما بين سنة وثماني سنوات، وكانوا مقيمين في الهول، بعد أن قتل والدهم “مايكل سكرامو”، خلال معركة “الباغوز” الأخيرة بين قوات التنظيم و قوات سوريا الديمقراطية، كما قتلت والدتهم بداية عام 2019، وكان والدها باتريسيو غالفيز، قد طالب الحكومة السويدية باستعادة الأطفال منذ أن علم بمقتل والديهم.

وكانت أستراليا استعادت ثلاثة من الأطفال اليتامى بداية شهر نيسان الفائت، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، أن فرنسا تعمل على استعادة المزيد من الأطفال الفرنسيين من سوريا، بعد أن استعادت خمسة منهم منتصف شهر آذار الماضي، وأربعة أطفال لامرأتين أدينتا في العراق بالانتماء للتنظيم.

Do NOT follow this link or you will be banned from the site!