Exit logo
رمضان الدّير السنة غير وأفضل حالاً مما مضى

رمضان الدّير السنة غير وأفضل حالاً مما مضى

الأربعاء 22 أيار

شهد خالد

الصور التي تأتي من داخل دير الزور ، وكلام الأهالي على الحائط الأزرق “الفيس بوك” تدل أن شهر رمضان المبارك هذا العام هو الأفضل حالا مما مضى في الست سنوات الماضية، افضل لأن المدافع والبنادق توقفت، تلك التي كانت تأتي من المعارك ومايتبعها من قصف ودمار، هذا ما كان في يوم من الأيام ما يتمناه الديريون، أن يمضوا يوما بدون أصوات انفجارات وهدير الطائرات، وخصوصا في رمضان شهر العبادة والدعاء لرجوع السكينة إلى قلوبهم.

في الشهر المبارك الحالي يعاني الكثير بالطبع من أمور المعيشة والغلاء الفاحش في أسعار اللحوم والخضروات وكل مايلزم لاتمام موائد الفطور والسحور، ولكن هي متوافرة هذا العام على عكس الأعوام السابقة عندما كانت أنواع كثيرة من الغذاء مفقودة في الأسواق، كما البشر هم متواجدون بأعداد أكثر في حاليا مع عودة الكثير من أهالي المدينة إليها بعد نزوحهم إلى المحافظات السورية الأخرى هربا من الموت الذي كان يتربص بهم فيما سبق.

عودة الأهالي إلى مدينتهم الغالية على قلوبهم مثلما يقولون، أعاد إليها البعض من أجواء الشهر الكريم والعادات الديرية الخاصة به، من مأكولات ومشروبات، واجتماع الأقارب على الموائد، وايضا عودة التعاليل الديرية بعد الفطور، واستعادة الروح الرمضانية إلى الحارات الديرية التي كانت مهجورة من أهاليها، بالتأكيد هناك بعض البيوت مازالت خالية من سكانها، ولكن علاقة الجيران المتواجدين ببعض عادت للحياة من جديد، ومن سكن دير الزور يعرف تماما الروابط الاجتماعية في الجيرة الديرية، وخصوصا ماتحمله السكبة الرمضانية من محبة وتواصل روحي وغذائي ايضا، هو تقليد منتشر في الكثير من المحافظات السورية وبعض الدول العربية، لكن في دير الزور هو تقليد يومي وليس احتفالا بأول يوم في رمضان، هو مساحة لاغناء السفرة الرمضانية للبيت الواحد، ونقاش بين الأسرة عن جودة السكبة من العائلة الفلانية والأخرى، وهرولة الأولاد قبل موعد آذان المغرب بدقائق حاملين الصحون ليوزعوها على الوجهة التي حددتها الأم التي تنذرهم بعدم التأخير حتى لا يفوتهم لحظة الاعلان ببدء الطعام والشراب.

أطباق الدير الرمضانية لها خصوصيتها عن بقية المحافظات السورية، وأهمها “كبة العدس” و “كبة البرغل” التي يسميها البعض بـ “الجيكا” وهو اسم تركي يقال أن منشأها من مدينة “شانلي أورفا” في تركيا، الأكلة مشهورة في الرقة أكثر من دير الزور، والطبقين لا بد من حضور أحدهم يوميا على مائدة الأفطار، والتكلفة المادية بسيطة لكلا الأكلتين، وخصوصا مع وضع المعيشي الصعب للسوريين عامة.

من العادات الرمضانية المتعلقة بالرجال في منطقة الفرات، هي التوجه إلى المقاهي بعد صلاة التراويح او الأجتماع بمنزل أحدهم لتبدأ مبارزات “لعبة الورق” التي تمتد أحيانا لساعات حتى موعد السحور، هي مساحة للتسلية والابتعاد عن ضغوط الحياة وهم أرباب الأسر ويحملون مسؤوليات كبرى في تأمين معيشة عائلاتهم.

أهالي الفرات ينتظرون كل عام شهر رمضان بكل شوق ويجهزون العدة للاحتفال به، الجوامع في الدير تمتلئ في موعد صلاة التراويح ليس للرجال فقط، وانما النساء ايضا يذهبن لأدائها، وهناك قرار مسبق للعزائم المتعلقة بالفطور، ويظهر أهل الخير الذين يساعدون من هم بحاجة ، بالتأكيد عددهم قل كثيرا مقارنة قبل الحرب، والآن هناك اعتماد كبير على منهم في خارج البلاد والمقتدرين على المساعدة وإرسال زكاة أموالهم لابناء مدينتهم المحتاجين ولا حول ٍلهم ولا قوة.

Do NOT follow this link or you will be banned from the site!