Exit logo
فيديو مفبرك يشعل الحرائق ضد قوات سوريا الديمقراطية

فيديو مفبرك يشعل الحرائق ضد قوات سوريا الديمقراطية

الإثنين 17 حزيران

مثل النار بالهشيم، انتشر مقطع فيديو مصور يوجه أصابع الاتهام لقوات سوريا الديمقراطية حول مسؤوليتها عن الحرائق التي تلتهم منذ أسابيع محاصيل الأهالي بمناطق شرق البلاد، في دير الزور والرقة ومناطق الجزيرة السورية، المقطع يظهر سيارة ترفع علم قوات “سوريا الديمقراطية” تدخل إلى أرض زراعية في بلدة عين العروس بريف مدينة تل أبيض، ثم يترجل من السيارة عنصران، ومن بعدها يبدأ الدخان في الظهور.

الفيديو الذي يدعي ناشروه أنه مسربا، تلقفته الأطراف السياسية الموجودة على الأرض وشارعت في انتشاره في مواقع صحفية مؤيدة لكل منها، كما كان لانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي الصدى الأوسع، وهنا تم استخدامه كسلاح في وجه قوات سوريا الديمقراطية، التي سارعت إلى نفيه جملة وتفصيلا.

اتهامات مسبقة من نظام الأسد

قبل الفيديو المنتشر تعددت أسباب الحرائق بين درجة حرارة الطقس المرتفعة، أو انطلاق شرارة من عوادم السيارات، أو إلقاء أعقاب السجائر من السيارات على الطريق، وصولا إلى اتهام تنظيم “داعش” بإشعال حرائق في العراق وسوريا أيضا. وهناك من اتهم نظام الأسد بانتقامه من المناطق التي خرجت عن سيطرته. كما أدعت بعض الآراء المحسوبة على نظام الأسد أن اندلاع الحرائق في بعض محاصيل شمال شرقي سوريا سببه تقصد فصائل “قسد”، لاستكمال الحرب الاقتصادية على سوريا، ومن هذه الآراء رئيس جمعية العلوم الاقتصادية في حكومة النظام الدكتور سنان ديب الذي اعتبر في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن أحد أسباب حرائق الشمال الشرقي هي عدم رغبة “قسد” المدعومة أمريكيا في تسويق المحاصيل لدى الدولة السورية التي أعطت سعرا للفلاحين (185 ليرة/كيلو قمح) أعلى من السعر الذي قررته “قسد” (160).

فبركة الأخبار “المقصودة”

للأسف في السنوات الماضية هناك سهولة مقصودة من جهات عدة على انتاج ونشر الأخبار المفبركة، وهناك من يسخر لها الكثير من الوقت و المال، والهدف هو النيل من طرف سياسي موجود على الأرض على حساب آخر.

بالعودة إلى فيديو إشعال الحرائق ومتابعة ردود الفعل على صفحات “الفيس بوك” من أهالي المنطقة، نجد أن هناك عدة تعليقات تجعلنا نشكك بمصداقيته، منهم من أوضح أن الأراضي الزراعية التي تظهر في الفيديو، قد تم حصادها مسبقاً ولا نرى أي سنابل للقمح، وإنما فقط بعض أكوام القش الصغيرة التي تبقت بعد حصاد القمح، ومن المعروف أن بعض المزارعين يزرعون القطن في نفس الأرض بعد حصاد الحنطة والشعير، ويلجأون أحياناً لإضرام الحريق في القش المتبقي ثم حراثة الأرض تجهيزاً للزراعة.

هناك أيضا من شكك بصحة الفيديو وأبدى استغرابه بأن الفيديو ينتهي بعد إضرام الحريق في كومة قش صغيرة، ولا يتيح للمشاهد ماذا يحصل بعد هذه النقطة، وهنا طرح الناشطون عدة تساؤلات، منها: ، لماذا لم يلجأ المصور، إن كان يسعى إلى كشف الجُناة وراء حرق الأراضي الزراعية، إلى تصوير ما يحدث بعدها ويظهرنا الأراضي على يمين الحريق، وهي بحسب اتجاه العلم على السيارة تدل أن الريح تهب من اليسار إلى اليمين. لماذا لا نرى الحريق وهي تشتعل في الأراضي، أو بحسب ما يدعي صاحب الفيديو، لماذا لا نراها تشتعل بسنابل القمح؟

الفيديو “الساذج”

عبد العزيز يونس رئيس مكتب علاقات قسد في منطقة الفرات وصف الفيديو المنتشر بـ “الساذج” لموقع “شوفي ما في”، و تساءل مستغربا، إذا كانت عناصر قوات سوريا الديمقراطية هم من ظهروا بالفيديو، فلماذا يلبسون اللباس العسكري الرسمي الخاص بهم ويرفعون علمهم علنا؟

يونس اعتبر الفعلة أسلوب جديد ورخيص من أساليب الحرب الخاصة التي تشنها التنظيمات السرية التابعة لأجندات تحاول النيل من مكتسبات قوات سوريا الديمقراطية على الأرض وخصوصا الانتصارات التي حققتها مؤخرا في دحر إرهاب تنظيم داعش.

عبد العزيز أوضح لموقع “شوفي مافي” أن الحرائق المفتعلة هي شكل من أشكال الإرهاب الأسود الذي يحارب المواطن في لقمة عيشه، وأن قوات سوريا الديمقراطية هي من أكثر المتضررين لكل ما يسيء للمنطقة، وعليه فأنهم يشجبون كل هذه الأفعال المشينة.

الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سلمان بارودو تحدث لموقع “شوفي مافي”،  أن ما يثبت فبركة مثل هذه الفيديوهات، هو تداولها على مستوى واسع، واستخدامها لاتهام أكثر من طرف سياسي، حيث تم استغلالها مسبقا في العراق ضد قوات الحشد الشعبي، على أنها هي من أحرقت الأراضي الظاهرة في الفيديو.

ثائر الحاجي مدير تحرير جريدة “ليفانت” في لندن لا يجد مصلحة لـ “قسد”، بإشعال الحرائق في الأراضي الزراعية، لأنها ببساطة هي المستفيدة الأولى من المحاصيل وتجارتها، وتقوم ببيعها لنظام الأسد بالسعر الذي حددته. الحاجي من خبرته الإعلامية رأى أن الفيديو المتدوال هو “سطحي” للغاية، ولم يقم صناعه بـ “فبركته” بذكاء، فمن يريد أن يحرق ويسرق يذهب ليلا وخلسة، وليس في وضح النهار ويرفع رايته عاليا.

Do NOT follow this link or you will be banned from the site!